عمان- يرى القائد السابق للمنتخب الوطني وفريق الوحدات لكرة القدم عامر ذيب، أن رئيس الهيئة التنفيذية لاتحاد الكرة سمو الأمير علي بن الحسين هو “صمام الأمان” للكرة الأردنية، وساهمت توجيهاته وأفكاره بقفزات ونتائج نوعية لا تنسى من ذاكرة الكرة العربية والقارية والدولية، مبينا أن التراجع الذي أصاب الكرة الأردنية يعود إلى أسباب عديدة وصعوبات مالية تفوق “العقل”، مراهنا على قدرة الكرة الأردنية من خلال المنتخبات الوطنية والأندية بالعودة من بعيد في قادم السنوات”.
الكابتن عامر ذيب الذي يحمل في رصيده 113 مباراة دولية، دافع فيها عن ألوان المنتخب منذ العام 2000 إلى 2015، وعايش ذكريات لا تنسى من إنجازات وقفزات “النشامى” النوعية، وترك رصيدا من الكؤوس والألقاب في خزينة ناديه الوحدات، والذي لعب له منذ العام 1999 إلى 2015، وهو الذي ودع “المستديرة” في العام 2017، يعود ليغازل معشوقته من خارج المستطيل ويروي تفاصيل مثيرة من رحلته الكروية لـ”الغد” في هذه السطور.
أين ذيب اليوم؟
وصف الكابتن عامر ذيب أن كرة القدم تجري في “الدم” قائلا: “وإن تركت مستطيلها الأخضر لاعبا، إلا أنني ما زلت أغازلها مدربا.. أنا اليوم مدرب في المدرسة الكروية لنادي الوحدات، والذي تسلمت فيه عددا من المهام لاسيما المدير الفني لأكاديميته الكروية، وتواجدت ايضا مع فرق الفئات، والتي قدمتني برفقة المدير الفني للفئات العمرية وقتها السوري محمد جمعة، لقيادة فريق الكرة الأول خلفا للمدرب جمال محمود في موسم 2018-2019، في مباراة وحيدة أمام الفيصلي قبيل التعاقد مع المدير الفني التونسي قيس اليعقوبي وقتها، وما زلت في مهمتي في فئات الوحدات، وإن كنت تفرغت في تدريب عدد من فرق الدرجة الأولى، وأجد نفسي في التدريب الذي أمضي في طريق احترافه، وأخوض دورة التدريب البروفيشنال حاليا في اتحاد الكرة”.
ذكريات “خضراء”
ما زلت أعيش في كنف القلعة الخضراء، والتي لها في قلبي الحب الكبير، ومن عمري الرصيد الوفير في الدفاع عن ألوانه، حين قدمت إلى الوحدات قادما من حي الأمير حسن، وسريعا انخرطت إلى جانب نجوم “عتاولة”، ومن يملك جماهير بحجم حب وانتماء جماهير الوحدات، يتمنى قصته أن تطول في ملاعب “المستديرة”، وشاركت فريق الكرة بجلب العديد من كؤوس الألقاب المحلية، لاسيما لقب الدوري للأعوام 2004-2005، 2006-2007، 2007-2008، 2008-2009، 2010-20011، 2013-2014، 2014-2015، 2015-2016، ولقب كأس الكؤوس اعوام 2000، 2001، 2005، 2008،2009، 2010، 2011، 2014، وكأس الأردن أعوام 2002، 2008-2009، 2009-2010، 2010- 2011 و2013-2014، ودرع اتحاد الكرة اعوام 2002، 2004 2008، 2010، و2011، وما تخللهما من رباعيتين تاريخيتين خالدتين في ارشيف الكرة الأردنية، وصولات وجولات عربية وقارية”.
بين الأمس واليوم
وعن المقارنة بين الأمس واليوم فيما يتعلق بالمنتخب الوطني وفريق الوحدات أجاب: “المنتخب الوطني عايشته في محطات كروية مهمة، وعايشت أفكار العملاقين الراحل محمود الجوهري وعدنان حمد، وحققنا نتائج لافتة على الصعيد العربي والقاري والدولي، عبر مسيرة استمرت الى عهد الانجليزي ويلكنز الذي استبعدني قبل نهائيات آسيا في أستراليا، أجد أن هناك اختلافا من حيث طبيعة المدرب وايضا طبيعة اللاعب، فمثلا انضممت في عهد الجوهري، وتابعت في عهد حمد، وحققنا نتائج لافتة عربيا، وتقدمنا على التصنيف العالمي واقتربنا من حلم المونديال، إلا أن تقلبات المدربين التي عاشها المنتخب وكذلك غياب المعرفة الحقيقية بمكنون إمكانات اللاعب الأردني، أعادنا إلى الوراء كثيرا، وهو ما لمسناه خلال الحقبة الأخيرة للبلجيكي فيتال.
وأضاف: “بالنسبة لفريق الوحدات بين الأمس واليوم، هناك اختلاف كبير في الإمكانات الفردية والجماعية للاعبي الفريق، وكذلك من حيث العقلية والتركيز الذهني، كما أن إغراءات الاحتراف و”السوشال ميديا” أثرت كثيرا في توجيه تركيز اللاعبين نحو التدريبات والمباريات الرسمية، وإن كان لدى الوحدات إمكانات لافتة من الشباب، وما تزال أسماء الخبرة التي عاصرت معظمها لاعبا، إلا أن فريق الوحدات اليوم ليس كالوحدات أمس”.
حمد مدرب محنك
ويرى ذيب أن المدير الفني للمنتخب الوطني عدنان حمد قادر على استعادة هيبة “النشامى” عربيا وقاريا ودوليا، قائلا: “تواجدت في المنتخب الوطني تحت قيادة العراقي حمد لفترة طويلة، ووجدته القريب من كل لاعب بشكل أبوي، والقاسي في التعليمات والتوجيهات، ويحمل فكرا كرويا عميقا، عندما تشربناه انطلقنا إلى الانتصارات العربية، والحضور المميز في النهائيات الآسيوية، وتجاوزنا حدود الملحق الآسيوي بتجاوز عُمان في التصفيات المؤهلة إلى البرازيل 2014، ووقفنا على بعد خطوة من تحقيق حلم الشعب الأردني بالوصول لأول مرة إلى كأس العالم، لكن حدثت ظروف خارجة عن إرادتنا، وتقدم وقتها الكابتن حمد باستقالته، وعادت الكرة الأردنية خطوات إلى الوراء.
وأضاف: أجد تعاقد اتحاد الكرة مجددا مع حمد “ضربة معلم”، وما لمسناه من خطوات على أرض الواقع، واتباعه المزج بين الخبرة والتنفيذ التدريجي لخطته في الإحلال والتجديد، نرى أن حمد لا ينظر فقط إلى الظهور المميز للكرة الأردنية في بطولة كأس العرب في قطر نهاية العام الحالي، وإنما لتجهيز منتخب قوي قادر على استعادة مكانته من خلال التصفيات الآسيوية، والتأهل عن جدارة واستحقاق، وتجاوزها إلى تحقيق نتائج مميزة في النهائيات الآسيوية المقبلة، لتكون بوابة العودة القوية للكرة الأردنية”.
إنجاز “هايل”
وحول ما حققه المنتخب الوطني الرديف في بطولة غرب آسيا التي اختتمت أمس بالسعودية، قال ذيب: “وصول المنتخب الوطني الرديف تحت 23 سنة إلى نهائي بطولة غرب آسيا، هو إنجاز يحسب للمدرب الوطني، وهو إنجاز “هايل” بامتياز، ويحسب للمدير الفني أحمد هايل ومساعده بشار بني ياسين والمنظومة الفنية والإدارية للمنتخب، والأهم أن هذا المنتخب يضم عناصر تعتبر المستقبل الحقيقي للكرة الأردنية، والبناء على هذا الإنجاز لسنوات قادمة والذي يصب في مصلحة الكرة الأردنية”.
نصيحة للوحدات
وقدم القائد السابق لفريق الوحدات نصيحة إلى منظومة فريق الكرة، قائلا: “الآن يدخل الفريق مرحلة الحسم، ولديه 3 مباريات مهمة في الأمتار الأخيرة للوصول إلى لقب دوري المحترفين، والاحتفاظ به للمرة الثانية على التوالي، وأطالبهم كجهاز فني ولاعبين بالتركيز الذهني العالي، والتعامل مع كل مباراة كأنها بطولة بحثا عن اللقب.