“سيكون أمر جميل إغلاق سوق الانتقالات قبل انطلاق الموسم. سنبدأ حينها الموسم مع التشكيلة التي عملنا معها خلال الصيف” هكذا كانت كلمات بيب جوارديولا مدرب مانشستر سيتي حول رأيه في ضرورة إغلاق السوق في إنجلترا قبل انطلاق الموسم، وليس بعد ذلك بأكثر من أسبوعين.
لكن جوارديولا الذي أبدى إعجابه بفكرة إغلاق السوق مبكراً، وامتعاضه من استمراره لما بعد انطلاق الموسم، هو ذات الرجل الذي يحاول بشتى السبل الانقضاض على لاعبي الأندية الأخرى في الأيام الأخيرة من السوق، مثل جوني إيفانز مدافع وست بروميتش ألبيون، وحتى أليكسيس سانشيز مهاجم آرسنال
تناقض جوارديولا الواضح بين أفكاره ومعتقداته، وما يفعله بالحقيقة على أرض الواقع من استغلال لقوانين السوق حالياً هو أمر مستفز دفع الكاتب البريطاني مارتين صامويل لمهاجمته في آخر مقالاته عبر صحيفة ديلي ميل.
جوارديولا وغيره من مدربي الدوري الإنجليزي الممتاز يملكون معايير مزدوجة مما يحول المسألة إلى نفاق واضح. فلو أرادوا وضع حد للسوق مع اليوم الأول للموسم الجديد فالقضية ستكون سهلة، يعقدون اجتماع فيما بينهم ليتفقوا بأن لا يتعاقدوا مع لاعبين جدد بعد بداية الموسم وحينها ستحل القضية بدون الكثير من الكلام.
لو قام جوارديولا بهذا الاتفاق سيعلم بأن مانشستر سيتي لن يمنحه الأموال للذهاب إلى وست بروميتش من أجل التسوق بعد بداية الموسم، لأن الأندية في خطتها الاستراتيجية ستكون انتهت من السوق ولن تعود إليه، وهو ما لا يريده المدرب الإسباني.
وفي الحقيقة ليس جوارديولا فقط من يناقض نفسه وينافق في هذه المسألة، جوزيه مورينيو، توني بوليس، رافاييل بينيتيز، أرسين فينجر، كاريج شيكسبير، سيان دايتش، ماركو سيلفا، جميعهم تحدثوا عن ذات الأمر وجميعهم ما زال في السوق، دايتش مدرب بيرنلي على سبيل المثال تعاقد مع كريس وود يوم الإثنين بعد تصريحاته التي انتقد خلالها استمرار السوق بعد بداية الموسم.
ما نفهمه من كلام جوارديولا وغيره من المدربين بأن التعاقد مع اللاعبين بعد بدء الموسم أمر خاطئ، والسؤال، لماذا لا تتوقف عن هذا السلوك إن كنت تعرف أنه خاطئ؟ لماذا لا تتحمل مسؤولية ما تقوله؟
