مطرقة كرة القدم، ماكينة تسجيل أهداف خارقة، قائد تكتيكي بالفطرة، سمِّهِ ما شئت، نعم إنّه انطوان جريزمان، ثالث أفضل لاعب في العالم خلف كريستيانو رونالدو و ليونيل ميسي، لقب فردي فخري أحرزه عن جدارة و استحقاق نظراً للموسم الرائع الذي قدمه مع اتليتيكو مدريد و المنتخب الفرنسي 2015-20166.
أرقام الفرنسي الدولي في الموسم الحالي تتحدث عن الفورما العالية التي يمر بها اللاعب مع الروخي بلانكوس، إذ استطاع تسجيل 14 هدف في الدوري الاسباني، 4 في دوري أبطال أوروبا، 4 في كأس ملك اسبانيا، بخلاف تقديمه 9 تمريرات حاسمة في مختلف البطولات التي شارك بها، مساهمات جليلة وضعت الاتليتي بين كبار لا ليجا، كما أوصلت الفريق الى ربع نهائي دوري الأبطال لمواجهة بطل البريميرليج ليستر سيتي.
أجمل ما في الموضوع أن انطوان جريزمان لم يتعرض لإصابة واحد منذ التحاقه بالنادي العاصمي صيف 2014، قادماً من ريال سوسيداد الباسكي الذي زار شباك الخصوم بقميصه في 466 مناسبة ، خلال الفترة 2009-2014، لذلك يَنظر اليه الأرجنتيني دييجو سيميوني كتعويذة يُعتمد عليها في جميع المباريات، بسبب جاهزيته اللياقية و الذهنية و ندرة إصاباته، و قدرته الملحوظة على قيادة المنظومة التكتيكية للفريق، و حساسية التهديف العالية التي يُظهرها في منطقة العمليات.
ما سبق يقودنا الى استنتاج و هو أنه عندما نشاهد انطوان جريزمان على دكة البدلاء، فالسبب هو فني قطعاً بقرار من المدرب ضمن سياسة المداورة التي يلجأ اليها المدربون، للحفاظ على جاهزية و المخزون اللياقي للاعبين، ففي الموسم الأول له مع اتليتيكو مدريد غاب عن 7 مباريات و غاب عن 3 الموسم الماضي من اصل 57 مباراة، أما الموسم الحالي فغاب عن 44 مباريات أغلبها كانت في الأدوار الأولى من كأس الملك الاسباني.
يبقى السؤال الكبير فيما إذا كان اللاعب سيبقى ضمن كتيبة الاتليتي الموسم القادم، أم أنه سيرحل نحو مانشستر يونايتد أو باريس سان جرمان، لكن الشيء الأكيد أن ثمن رحيله سيكون مرتفع جداً، و لن يتخلى التشولو عن مطرقته الحديدية بثمنٍ بخس.