الميدان الرياضي : حيدرة الكوامله : بطل عالمي رغم الأصابه
التاريخ : 2017-03-21

حيدرة الكوامله : بطل عالمي رغم الأصابه

 الميدان الرياضي - رندا البياري 

 

 

خُلق بأنامل ضعيفه لم يدرك حينها أنه مختلف عن الأخرين ، ترعرع  بعائلة قوية دفعته للحياه بثقة وركيزةٍ عالية ، رغم المعضلات الحياتيه التي يعانية البشر كان حيدره يعاني ضعفها ، فكانت الإعاقة ليست بقدميه ، إنما كان بمجتمعٍ صنع كل ما يعيق ...

حيدره الكوامله لاعب منتخب رياضة رفع الأثقال الأردنيه وبطل أولمبي لذوي الأعاقة  وناشط أجتماعي وحقوقي في مجال ذوي الأعاقه.... يتحدث للميدان الرياضي  .

 

 

البدايات ...؟

كانت بداياتي بالمرحلة الثانويه العامه حين أقترح عمي" رحمه الله " ممارسة الرياضه للحصول على علامات إضافيه لرفع معدلي للقبول الجامعي  ، وصدقاً كانت خدعه لطيفه من عمي لتحفيزي للأنغماس في المجال الرياضي ونظرته البعيده لمستقبلي .

وبحكم شخصية القوية التي صُقلت داخل منزل يحرسة ملاكان وهم والدي اللذان لم يفرقا بيني وبين إخوتي، وجعلا المعضلات بالنسبة لي كحرب يجب ان أربحها كيفما كان ، أصبحت أقابل جبهات هجوميه بالحياة بفضل الله لم اخسرها.

فكانت بداياتي مع المنتخب الوطني عام "2003".

 

  المعوقات ..... ؟

كل منا له معضلات ومعوقات بحياته لكن صاحب الأعاقه تكون معوقاته ضعف الضعف،  سواء بالحياة الأجتماعيه أو العلميه أو العملية .

حصلت على دبلوم تربية خاصة واندمجت بالحياة العمليه فواجهت نظرات غير مرغوبة فيها رغم إمتلاكي شهاده وجدت الأبواب مرصده ،  لم أتأثر كثيراً بل حولت طاقتي السلبية الى إيجابية حتى وصلت لهذه المكانه .

 

 

 البطولات ....؟

كنت بالبداية مشارك في بطولة الشرق الأوسط أفريقيا التي أقيمة في الأردن وهذه المشاركة كانت للتأهل للبطولة الألعاب البرالمبية في اليونان "2004" التي تأهلت بها وحصلت على المركز السابع من ضمن 16 مشترك .

وفي بطولة أسيا المفتوحه "2005" حصلت على الذهبية وفي نفس العام حققت المركز الثاني في بطولة مصر- شرم الشيخ ، بالأضافة الى حصولي الذهبية ببطولة الأردن بمناسبة عيد الأستقلال بنفس العام .

وكان هنا الفاصل للأنقطاع الرياضي  بسبب الظروف الأجتماعية وبحثي عن عمل من جديد وبعد إنقطاع دام عاميين شاركت ببطولة  الدورة العربيه - مصر عام "2007" وحصلت على الفضية رغم وجود اصابة رياضية  ، وتوالت الأنقطاعات حيث عدت بقوة رغم الأصابة  لرفع الأثقال وحصلت على الذهبيه عام "2009" في بطولة أسيا المفتوحه .

وتراجع ترتيبي العالمي بسبب الأصابه حين حصلت بالريو- البرازيل "2016" على  المركز الخامس ،ولولا وجود تلك الأصابة لحققت البطولة بكل جدارة، لكنني  بطل رغم الأصابه .


الأتحاد... ؟

وضع الأتحاد جيد  لكن ليس  ضمن الطموح ، وعلى ما يبدو أن طموحاتنا أكبر وقدراتنا الجبارة لا حدو لها .

لكن تركيز اللجنة الأولمبية على الألعاب الجماعية بشكل عام وبكرة القدم بشكل خاص رغم تراجع هذه العبة الشعبية التي نعشقها ، أثر سلبا على الرياضات الأخرى ، بالرغم من وجود أبطال رفعو علم الأردن عالياً  الا أنهم مهمشين حتى الأن .


 وأعتقد أن القصور ليس محصوراً بالأتحاد فالأعلام الرياضي له دور كبير جدا لأبراز أبطالنا ، فنحن كلاعبين رياضه رفع الأثقال لذوي الأعاقة لنا انجازات مشهوده منذ عشرين عاماً  بشكل عام ، وقد قدمنا للرياضة الأردنية أنجازات تذكر عالمياً وتهمش محلياً ، فالدعم غير منصف من اللجنة ونقيس على ذالك الأعلام والرعاية وحتى الأمور الوجستيه .

 

و ما حصل بمطار الملكه عالية الشهر الماضي حين أستقبلنا  اصدقائنا والمقربين ، وكان هناك أختفاء تام للجنة والأتحاد والأعلام كحد سواء ، فهذا كان الرد على ما يبدو للذهبيات والفضيات التي جلبناها من بطولة فزاع  ، فما حصل من تقصير يؤكد ما قلته سابقاً أننا لا نجد رعاية حثيثه ، فنحن نخوض بطولات دولية عالمية ليس للمتعه انما لرفع العلم الأردني عالياً ، لكننا مؤخراً حصلنا على وعد من الأمين العام للجنة الأولمبية السيد ناصر المجالي على صرف مكافئات للأنجازات التي حققناها ، من اللجنة الأولمبية بالتساوي مع الأشخاص لغير ذوي الأعاقة .


ومن خلال وكالتكم أوجه كلمة لكل الهيئات الحكوميه والخاصة والمبادرات والجامعات زيارة الأتحاد ، لكي يطلعو على مدى مقدار التعب والجهد الذي نقوم به في التدريبات اليوميه ، سواء برياضه لعب الأثقال أو الرياضات الأخرى لذوي الأعاقه .

فالأعاقه ليست بأجسادنا بل بالمعوقات التي تدور حولنا وترمينا بالرماح من كل صوب ، فرغم ذلك إنني أجد تقدم لكن على ظهر سلحفاة عتيقه ، فلو وجدنا تطبيق حقيقي  لقانون  حقوق الأشخاص لذوي الأعاقه ، لما تأخرنا رغم تقدمنا .

 

 نظرتك المستقبلية ....؟

أتمنى وبكل صدق أن أجد تقدير لذوي الأعاقة أكثر من ذلك بكل المجلات وبصعيد الشخصي أتمنى من الله التشافي من أصابتي وخوض البطولات بقوه هجومية .

وأوجه الشكر لكل أعلامي يقدر الرياضة بكل مجلاتها وبفئاتها،  لأن الرياضة منفس الشباب والأبطال دائماً قدوة الأجيال القادمه ، فلتصنعوا جيلاً قدوته أبطال حقيقين وليس أبطال على ورق.

 

 

 

 ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص أو أكثر‏‏

 

عدد المشاهدات : [ 4716 ]
   
الإسم
البريد الإلكتروني
نص التعليق
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ،
ويحتفظ موقع ' الميدان الرياضي ' بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أو خروجا عن الموضوع المطروح ، علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .