على الرغم من التنظيم الضعيف والغريب لبطولة كأس الاردن التي أقيمت على طريقة الدوري من مرحلة واحده , مما منح الفرق فرصة للتعويض , وهي فرص في العادة لا تنالها الفرق في البطولات التي تقام على نظام خروج المغلوب من مرة او مرتين, وبالتالي فان البطولة فقدت أهم ما يميزها عند بقية اتحادات العالم وهي المفاجات وبالذات سقوط الفرق الكبيرة أمام الفرق المتواضعة وخروجها من أدوار مبكرة.

وجاء ضعف البطولة بعد ان تعاملت بعض الفرق معها على انه بطولة جانبية لا غاية لهم في الفوز بها, كونها تؤثر على اداء الفريق في بطولة الدوري الاهم عند الجميع , كما تداهلت بشكل أغرب مع بطولة الدوري , وهذا التداخل يتسبب في ارهاق اللاعبين وارتفاع نسبة تعرضهم للاصابات , وهذا ما يخشاه المدربون , كون بطولة الدوري هي الاساس والتي تسمح للفرق بالمشاركة في بطولات المحترفين في الموسم القادم في حال الثبات, لذا فقد فشل الاتحاد في مسعاه باقامة بطولتين متزامنتين , فبدلا من انطلاق بطولات الموسم بقوة جاءت الانطلاقة والمباريات ضعيفة.

فتعاملت الفرق مع البطولة على انها بطولة هامشية مرهقة , ففي فريق المنشية مثلا قام المدير الفني أسامة قاسم بمنح غالبية لاعبيه الاساسيين استراحة من مبارياتها خوفا من اصابة لاعبيه بالارهاق , لذا نجد الفريق مبدع في الدوري ويعتبر الحصان الاسود, فيما كان أول الخارجين من اطار المنافسة في بطولة الكأس , لتنتهي الحكاية من أقصر الطرق.

لقد تحولت مباريات كاس الاردن الى عقوبة للاندية او ربما تكون مباريات ودية وبال1ات الجولة الاخيرة في المجموعة الاولى, وهذا النوع من المباريات لا نشاهده في بطولات الكاس بأي دولة في العالم تحترم كرة القدم في بلادها , لكن دائرة المسابقات أصرت على تجعل من الجولة الاخيرة مباريات بلا قيمة, وربما نشهد جميع الفرق تشرك لاعبيها البدلاء مع مجموعة من الشباب للاطلاع على مستواهم الفني , وربما تعتبرها لقاء تجريبي ودي لغاية تطبيق الخطط.

وبالتالي تحولت بطولة الكاس التنافسية الى بطولة ودية برعاية دائرة المسابقات التي تخطط لتراجع كرة قدم في ظل نقص الخبرات في هذه الدائرة التي تعتبر الاضعف في اتحاد اللعبة وتحتاج الى تعديل جذري قبل ان تدمر بطولات الكرة الاردنية وتتسبب في المزيد من التراجع لها.