هنالك في الإمارات وتحديداً في مدينة العين، أبدع منتخب الأردن الأولمبي عندما قدم عروضاً فنية مذهلة في التصفيات الآسيوية، ليحجز بجدارة واستحقاق تذكرة السفر إلى قطر للمشاركة العام المقبل في نهائيات أمم آسيا لسن تحت 23 عاماً.
 
ولم يكن غريباً أن يقدم نجوم المستقبل المتعة الكروية في لقاءاته الثلاثة التي خاضها أمام باكستان وقيرغستان والكويت، ذلك أن هذا المنتخب حظي بالإهتمام الكبير وضم أبرز المواهب التي تعج بها كرة القدم الأردنية في العصر الحديث، ودعاؤنا بأن يحرس الله هذه الكوكبة من العين بعدما نثرت فنونها الكروية بمدينة العين وأصبحت حكاية على لسان كل من شاهد السحر الكروي على أصوله بأم عينه.
 
لقد أنهى المنتخب الأولمبي الأردني المهمة الأولى بنجاح كبير، وأصبح مطالباً من الآن بمواصلة تدريباته الدورية للمحافظة على تناغمه وانسجامه حتى العام المقبل حيث الظهور في أمم آسيا التي من خلالها سيكون أيضاً طريق العبور للأولمبياد، وهي المرحلة الأصعب بكل تأكيد.
 
وهؤلاء نجوم المستقبل الذين نثروا ابدعاتهم الكروية الهائلة وأرسلوا رسالة واضحة المعاني بأن لا خوف على مستقبل الكرة الأردنية، تجد فيهم جماهير الكرة الأردنية بأنهم قادرين على تحقيق الحلم الأهم مستقبلاً من خلال الوصول لنهائيات كأس العالم، هذا الحلم المونديالي الذي يراود أركان كرة القدم في الأردن من سنوات.
 
ويأتي هذا الإنجاز الذي سطره أبناء جمال أبو عابد في مدينة العين رغم الظروف الصعبة التي رافقت مسيرة الإعداد في ظل التأجيلات المتكررة التي لازمت تصفيات المجموعة الثانية التي كان مقرراً لها بداية أن تقام في باكستان قبل أن يتم اعتمادها لتقام في الإمارات وبجدول زمني جديد للمباريات.
 
وكشف نجوم المستقبل عن أنهم يمتلكون قدرة هجومية فتاكة، حيث سجلوا في 3 لقاءات (12) هدفاً فكانت البداية بخماسية نظيفة في مرمى باكستان ثم برباعية نظيفة في مرمى قيرغستان ثم سجلوا 3 أهداف في مرمى الكويت في مباراة انتهت بالتعادل 3-3.
 
التفوق الواضح الذي فرضه لاعبو منتخب الأردن على أقرانهم من لاعبي المنتخبات التي تواجدت في مجموعتهم يعود لعدة أسباب، منها أن هذا الجيل هو جيل موهوب من الرأس حتى أخمص القدمين، والغالبية العظمى منهم حجز مقاعده في التشكيلة الرئيسية لفرقهم في البطولات المحلية والخارجية فاكتسبوا الخبرة والإحتكاك اللازم الذي منحهم الثقة ولياقة المباريات الدولية، مما عزز من قدرتهم على نثر ابداعهم الكروي الرائع في مدينة العين ليسجلوا الإنتصارات وليكتبوا تاريخاً جديداً ، وليشكلوا معاً المستقبل القادم لكرة القدم الأردنية.