وظهر واضحاً من خلال التأمل بتفاصيل العقوبات التي فرضت على الأندية خلال الجولات الخمس من بطولة دوري المحترفين، بأن "الجباية" هي الهدف، وليس ايجاد خيار مدروس يردع ما تشهده بعض مباريات الدوري من خروج الجماهير عن النص.

ادارات الأندية تعتبر جزءاً لا يتجزأ من الواقع المأساوي الذي تعيشه الكرة الأردنية فهي التي وافقت على كافة القرارات المتعلقة بالعقوبات، في خلوة البحر الميت التي يبدو أن ما تخرج به من توصيات قائم على أسلوب "المخاجلة والمجاملة"، فهي بالواقع أشبه بخلوة "استجمام" يتخللها الضغط على الأندية للبصم على ما يريده الاتحاد لا ما تريده هي ويصب في مصالح أنديتها.

ضائقة مالية .. ولكن!.

لا يخفى على أحد أن الاتحاد الأردني لكرة القدم يعاني من ضائقة مالية كبيرة، وهو ما جعل الآراء تصب باتجاه أن الاتحاد يجد بتلك العقوبات، حلاً سهلاً لظروفه المالية، وهو الذي يحرص على اقامة معسكرات طويلة للمنتخبات الوطنية خارج البلاد ، وبالتالي تكون الفاتورة باهظة الثمن.

ويفترض على الاتحاد الأردني بأن لا تكون الحلول لمشكلاته المالية على حساب الأندية التي تشكل عصب كرة القدم، فهي تعاني الطفر بالأصل، والعقوبات زادت من مآساتها وربما تحد من تطلعاتها، وقد يشهد القادم الأسوأ والأخطر.

غياب الاستراتيجيات الواضحة للنهوض بعمل الاتحاد الأردني، وادارة شؤون كرة القدم وفق رؤية واضحة لا ترتبط بالوعود وإنما بالأفعال، هي الأساس في حل الاشكاليات.

والاتحاد الأردني الذي يعاني من ضائقة مالية بدليل أنه يتأخر في صرف مستحقات الأندية وجوائز أبطال مسابقاته، ويماطل كذلك بالنظر بقضايا اللاعبين المرتبطة بمستحقات سابقة، كلها مؤشرات تدلل بأن هناك أزمة خطيرة تعيشها كرة القدم، في ظل غياب البحث الجاد عن الحلول، وتشخيص الخلل بدقة متناهية.
 



خلوة ومعسكرات ..!.

ولنعود ونتساءل مجدداً، ماذا استفادت الأندية من خلوة البحر الميت التي يعقدها الاتحاد الأردني قبل بداية كل موسم، وهي الخلوة التي تتطلب نفقات كبيرة، ألم يكن الأجدر بعقد اجتماع في العاصمة عمان وبمقر الاتحاد الأردني مثلا، ليتم توفير هذا المبلغ، ففيه طريقة مثالية لخفض النفقات.

ولنتساءل أيضاً، ما جدوى اقامة المعسكرات الطويلة للمنتخبات الوطنية في الخارج، وأغلب المنتخبات خرجت من البوابة الخلفية في نهائيات آسيا... هل من أحد يخرج علينا ليطلعنا عن فوائد تلك المعسكرات على نتائج المنتخبات؟.

غياب الرؤية الفنية عن عمل الاتحاد الأردني أيضاً لعبت دوراً مهماً في زيادة النفقات المالية التي تشكل عبئاً ثقيلاً على الاتحاد، وبخاصة أن التجارب تثبت في كل يوم بأن المعسكرات الخارجية يمكن غض النظر عن اقامتها، او اختصارها بمعسكر أو معسكرين وبحيث يتم تخصيصها لمنتخبات تجد فيها الدائرة الفنية الأمل بتحقيق انجاز مشهود للكرة الأردنية.

كما يجب على الاتحاد الأردني اعادة النظر بالرواتب التي ينفقها على كل من يعمل ضمن منظومته، فهناك أرقام مبالغ فيها، وهي من الأسباب التي زادت من حجم العبء المالي على الاتحاد.

الواقع الذي تعيشه كرة القدم الأردنية إزاء ما يحصل، هو الأسوأ ربما في تاريخها، ولذلك انعكاسات سلبية واضحة ستزداد تفاقماً كلما مضت الأيام، فمن يوقف النزيف، نزيف التراجع، ونزيف حالة التخبط التي تعيشها منظومة الكرة الأردنية؟