دعاء الموسى
بعد أن طوى النشامى صفحة مشاركته في بطولة كأس العرب، تمكنوا من صنع واحدة من أنصع محطاتهم الكروية، بتحقيق إنجاز الوصافة عن جدارة، مقرونًا بأداء كبير ومستوى فني عالي عكس حجم التطور الذي تعيشه الكرة الأردنية.
النشامى بقيادة المدرب جمال السلامي، خرج من البطولة بعدة مكاسب استراتيجية، أبرزها الوصول لأول مرة في تاريخه إلى نهائي كأس العرب، إلى جانب تسجيل رقم غير مسبوق بتحقيق خمسة انتصارات متتالية، والاقتراب حتى اللحظات الأخيرة من التتويج باللقب، في مشهد أكد أن الحلم كان قريبًا ومشروعًا.
وشهدت البطولة حفاظ الجهاز الفني على الأسماء التي حققت إنجازات لافتة في الفترة الأخيرة، بالتوازي مع اختبار مجموعة من اللاعبين الجدد الذين نجحوا في تقديم أنفسهم بقوة، وأثبتوا كفاءتهم وقدرتهم على تلبية متطلبات المرحلة، بعد مستويات مثالية عكست عمق الخيارات المتاحة.
طوال مشوار البطولة، ظهر النشامى بروح قتالية عالية وأداء بطولي، جسد الرغبة الصادقة لدى اللاعبين في تحقيق الفوز والذهاب بعيدًا، وهو ما منح المنتخب شخصية قوية داخل الملعب، وثباتًا ذهنيًا في أصعب اللحظات.
كما بعث اللاعبون برسالة واضحة للسلامي ولجميع المتابعين، مفادها أن الفارق بين الأساسي والبديل يكاد يكون معدومًا، حيث قدم الاحتياطي المستوى ذاته من الكفاءة والجاهزية، مما يمنح الجهاز الفني مرونة كبيرة وخيارات متعددة بجودة عالية في قادم الاستحقاقات.
هذا الأداء المميز لم يمر مرور الكرام، إذ حصد النشامى إشادات واسعة من المتابعين والمحللين والرياضيين، بعد التنظيم العالي والمستوى اللافت الذي ظهروا به، ليعكسوا صورة مشرفة عن الحالة الإيجابية التي تمر بها الكرة الأردنية.
ولم تقتصر المكاسب على الجوانب الفنية والمعنوية فقط، بل تُوج هذا المشوار أيضًا بعائد مالي مهم، بعد الحصول على جائزة وصافة كأس العرب، والتي قد تصل إلى نحو خمسة ملايين دولار، في دعم إضافي لمسيرة المنتخب وتحضيراته المستقبلية.
